حظي اللاعب الهولندي ذو الأصول المغربية أنور الغازي بتعاطف كبير من المتابعين العرب على مواقع «السوشيال ميديا»، وفي الدوائر الرياضية، بعد فسخ نادي ماينز الألماني عقده بسبب منشوراته المتضامنة مع فلسطين، حسب بيان النادي، الجمعة.
وكان اللاعب قد أعلن دعمه لفلسطين في منشور بتاريخ 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على منصة (إكس)، وكتب أن الفلسطينيين يعانون منذ 70 عاماً، وطالب بحلول تحقق العدالة للجميع. ومن ثَمّ ظهر رافعاً علم فلسطين.
ونشر اللاعب كذلك تدوينة دان فيها قتل المدنيين أياً كانت جنسياتهم من الفلسطينيين أو الإسرائيليين، الأمر الذي اعتبره النادي في تدوينة على (إكس) تراجعاً عن موقفه السابق، ليعود اللاعب وينشر تدوينة طويلة يوضح فيها تعاطفه مع ضحايا غزة، وأنه لم يتراجع عن موقفه الأول كما ادّعى البعض.
وعلق الغازي على فسخ عقده عبر تدوينة على (إكس) قال فيها: «قف مع الحق، حتى لو ستقف وحيداً. خسارة مصدر رزقي لا شيء مقارنة بالجحيم الذي يعيشه الأبرياء والمستضعفون في غزة… أوقفوا القتل».
الأمر الذي وصفه متابعون على «السوشيال ميديا» ونقاد بأنه «موقف إنساني محترم» من اللاعب.
بينما وصف الناقد الرياضي المصري حسن المستكاوي موقف نادي ماينز الألماني بـأنه «مخزٍ»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «لدى الغرب عقدة بسبب اضطهادهم اليهود، وقريباً سيكون لديهم عقدة بسبب انحيازهم الواضح ضد غزة بعد صمتهم على ما يحدث فيها من جرائم».
وأوضح أن بعض الأندية الغربية تشجع اللاعبين على اتخاذ مواقف سياسية تخدم مصالحهم فقط، مثل دعم أوكرانيا ضد روسيا، ولا يقتنعون بأن فلسطين محتلة من إسرائيل بكل الشواهد التاريخية، وهو ازدواج في المعايير. مثمّناً موقف اللاعب المغربي الذي عبّر عن موقف إنساني أصيل وليس عن موقف سياسي.
ووصف صاحب حساب من الكويت أطلق على نفسه اسم «سير حمد»، الغازي بأنه «فخر العرب»، وعلق: «كلنا معك».
وعلق صاحب حساب على (إكس) يدعى يوسف من السعودية على فسخ عقد الغازي قائلاً: «رجل شريف يلعب في دوري النفاق والكذب»، مضيفاً: «يحاضرونك عن حرية التعبير ومن ثم يكتمون أفواه الحق».
وعلى (إنستغرام)، علق صاحب حساب يدعى يونس على منشور الغازي الأخير: «من ترك شيئا لله عوضه خيراً منه… تحية كبيرة لك يا بطل».
وممّن تفاعلوا مع موقف اللاعب، المحلل السياسي ياسر الزعاترة، الذي يعرّف نفسه على منصة (إكس) بأنه لاجئ فلسطيني من مواليد أريحا، وكتب متحدثاً عن أنور الغازي: «اللاعب المغربي وموقفه العظيم… ألمانيا تواصل معاقبتنا على (الهولوكست)، كما قلت من قبل، كأن هتلر كان فلسطينياً أو مسلماً متخفيّاً».
من جانبه عدّ الدكتور عبد المنعم عمارة، وزير الشباب والرياضة المصري الأسبق، أن هذه المواقف لا شكّ تثير التعاطف، ولكن ما يحدث هو رد فعل طبيعي للشعوب وتحركاتهم ضد حرب غزة، حسب حديثه لـ«الشرق الأوسط».
ويلفت إلى «وجود مظاهرات كبيرة في دول غربية مختلفة وفي أميركا تطالب بوقف الحرب على غزة، وأن هذا أصبح له تأثير على الحكومات وعلى الدول الكبرى التي بدأت تغير لهجتها تجاه الحرب، وتدعو لحماية المدنيين».
واللاعب أنور الغازي من مواليد مدينة باريندريخت الهولندية عام 1995 من أصول مغربية، لعب في نادي أياكس أمستردام مهاجماً، جناح أيمن، ومن ثمّ احترف في نادي ماينز الألماني، وعمره حالياً 28 عاماً.
وأعرب الناقد حسن المستكاوي عن تمنيه «أن يُقدّر هذا الموقف المحترم» الذي اتخذه أنور الغازي، وقال المستكاوي: «أتمنى مخلصاً أن يأخذه أي نادٍ عربي، ليعوضه عن قطع رزقه»، مؤكداً تعاطف الجميع معه لصلابة موقفه على المستوى الإنساني.
بدوره، قال محمد الغازي، والد أنور الغازي، في تصريحات صحافية، إن «نجله سعيد وثابت على موقفه». وأضاف أنه «لاعب خلوق والجميع يشهد له بذلك»، وأعرب عن اندهاشه من موقف ماينز، متابعاً: «أعلن نجلي تضامنه مع فلسطين، وقال إنه ضد الظلم عموماً، ولم يقل شيئاً ممنوعاً».